본문 바로가기
사회와 정치

صواريخ إيرانية تضرب تل أبيب وحيفا وتتسبب بخسائر فادحة

by 지식과 지혜의 나무 2025. 6. 17.
반응형


تصعيد خطير وهجمات على مدن كبرى


في تطور غير مسبوق للصراع بين إيران وإسرائيل، أطلقت إيران وابلًا من الصواريخ الباليستية بعيدة المدى على مدن إسرائيلية كبرى بينها تل أبيب وحيفا خلال شهر يونيو 2025 . جاء هذا الهجوم واسع النطاق – الذي شمل مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة – كخطوة انتقامية بعد أيام من غارات جوية إسرائيلية استهدفت مواقع في عمق إيران، بما في ذلك منشآت عسكرية ونووية . وأكدت مصادر إيرانية أن صواريخ متطورة من طراز «فاتح-1» فرط صوتية قد استُخدمت في الضربة، مخترقةً الدفاعات الإسرائيلية ومتجاوزةً منظومات اعتراض الصواريخ مثل القبة الحديدية وآرو . دوت صفارات الإنذار في أنحاء إسرائيل مع سقوط الصواريخ، وهرع السكان إلى الملاجئ وسط حالة من الذعر والترقب. وقد تركز القصف الإيراني بشكل خاص على منطقة كريات وسط تل أبيب – حيث مقر قيادة الجيش الإسرائيلي – ومرافق حيوية في ميناء حيفا شمالًا . ورغم ادعاء إسرائيل اعتراض معظم المقذوفات، أكدت تقارير ميدانية أن بعض الصواريخ أصابت أهدافها مباشرة في المناطق المدنية، مخلّفة انفجارات هائلة وأضرارًا جسيمة .

خسائر بشرية جسيمة وأضرار واسعة

أسفر القصف الصاروخي الإيراني المكثف عن خسائر بشرية ومادية فادحة في إسرائيل. بحصيلة أولية قُتل 24 شخصًا على الأقل وأصيب أكثر من 500 آخرين بجروح منذ اندلاع المواجهات الأخيرة ، معظمهم في منطقة تل أبيب الكبرى ومدن الشمال. وشملت الخسائر عددًا كبيرًا من المدنيين، إذ وقعت الإصابات الأشد في أحياء سكنية ومواقع حيوية تعرضت للقصف. فعلى سبيل المثال، خلال هجمة ليلية قبيل فجر 16 يونيو، تمكنت نحو 40 صاروخًا من ضرب مناطق مكتظة في وسط إسرائيل وشمالها، ما أدى إلى 8 قتلى و95 جريحًا في تلك الليلة وحدها . توزعت هذه الإصابات على ضاحية بتاح تكفا قرب تل أبيب (حيث قتل 4 أشخاص) ومدينة حيفا الساحلية (3 قتلى) وبلدة بني براك شرقي تل أبيب (قتيل واحد) . وفي حادثة أخرى، انهار مبنى سكني في مدينة ريشون لتسيون جنوبي تل أبيب إثر إصابته بصاروخ، مما أوقع قتلى ومصابين تحت الأنقاض واضطر فرق الإنقاذ للبحث بين الركام عن ناجين . وتصف الشرطة الإسرائيلية الهجمات بأنها استهدفت مناطق مدنية بشكل متكرر ، فيما تنفي إيران ذلك وتؤكد أنها تعمدت قصف مواقع عسكرية حصريًا.

صورة: أفراد الدفاع المدني الإسرائيلي يكافحون حريقًا اندلع في مرافق ميناء حيفا بعد إصابة أكبر مصفاة نفطية في إسرائيل بصاروخ إيراني، 15 يونيو 2025. أسفر الهجوم عن حرائق هائلة في المجمع الصناعي للمصفاة دفعت السلطات لإخلائه بالكامل ومواجهة ألسنة النيران المتصاعدة.

إلى جانب الخسائر البشرية، تكبّدت إسرائيل أضرارًا مدمرة في البنى التحتية الحيوية جراء هذه الضربات. فقد أعلنت شركة بازان – أكبر شركة تكرير نفط في إسرائيل – عن تدمير كامل لمنشآتها في مجمع مصفاة حيفا نتيجة إصابة مباشرة بصاروخ . وأكدت الشركة في بيان رسمي أنه مساء 16 يونيو أدّى القصف الصاروخي إلى تعطيل محطة توليد الكهرباء والبخار التابعة للمصفاة بشكل كامل، مما أجبرها على إيقاف جميع عمليات التكرير وإغلاق المرافق التابعة لها حتى إشعار آخر  . كما أفادت بازان بمقتل 3 من موظفيها خلال الهجوم . وشوهدت ألسنة اللهب والدخان الكثيف تغطي سماء حيفا لساعات طويلة بعد الضربة، بينما بذلت فرق الإطفاء جهودًا مضنية للسيطرة على الحريق الضخم . وتعتبر مصفاة حيفا من المنشآت الاستراتيجية لإسرائيل، ويُتوقع أن يؤثر خروجها عن الخدمة سلبًا على منظومة إمدادات الوقود والطاقة في البلاد . وإلى جانب ذلك، أشارت التقارير إلى اندلاع حرائق وأضرار كبيرة في عدة مواقع أخرى: سيارات وحافلات محترقة، وحفر عميقة خلفها سقوط الصواريخ في قلب مناطق مأهولة، ما تطلب إغلاق بعض الطرق وتعليق حركة القطارات في أجزاء من وسط إسرائيل. ولا تزال السلطات تقيّم حجم الدمار الكامل، فيما تعمل طواقم الطوارئ على مدار الساعة لإصلاح البنية التحتية المتضررة وإعادة الخدمات الأساسية في المناطق المنكوبة.

تعتيم إعلامي وإسرائيل تقيّد المعلومات

فرضت السلطات الإسرائيلية رقابة صارمة على التغطية الإعلامية لهذه الأحداث داخل إسرائيل، في محاولة للسيطرة على تداعيات الضربات الصاروخية ومنع بث مشاهد قد تستغلها إيران دعائيًا أو تثير الذعر بين السكان. وأصدر الجيش الإسرائيلي تعليمات لوسائل الإعلام المحلية بالتريث في نشر صور الدمار أو تفاصيل الخسائر بدعوى الدواعي الأمنية . وبالفعل، امتنعت القنوات الإسرائيلية لفترة وجيزة عن عرض اللقطات المباشرة من مواقع سقوط الصواريخ، واكتفت بنقل بيانات الرقابة العسكرية الرسمية التي قللت من شأن الأضرار. حتى الناطق العسكري الإسرائيلي حين أكد وقوع الهجمات، لم يُدلِ بمعلومات مفصلة عن حجم الخسائر، مشيرًا إلى أن التحقيقات لا تزال جارية . ومع ذلك، تسرّبت الحقائق سريعًا عبر شهود العيان ومواقع التواصل الاجتماعي. فقد نشرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية أن حريق مصفاة حيفا الهائل وثّقته مقاطع فيديو وصور انتشرت كالنار في الهشيم على الإنترنت رغم محاولات التكتّم . تظهر المشاهد ألسنة لهب حمراء وغيومًا كثيفة من الدخان الأسود تغطي أجزاء واسعة من المدينة، في دليل واضح على جسامة الكارثة. كما تداول مواطنون في تل أبيب عبر شبكات التواصل صورًا للأضرار في أحيائهم، بينها مبانٍ محطمة ونوافذ مهشمة جراء عصف الانفجارات. وتعكس هذه التسريبات حجم الوضع الكارثي ميدانيًا رغم التعتيم الرسمي، ما دفع بالإعلام العالمي إلى تسليط الضوء على خطورة الموقف في الداخل الإسرائيلي. وقد أقرّ مسؤولون إسرائيليون لاحقًا بخطورة التهديد، إذ وصف وزير الدفاع يوآف غالانت الضربات بأنها “تجاوزت الخطوط الحمراء” بعدما أصابت مناطق مدنية، متوعدًا إيران بـ”دفع ثمن باهظ جدًا” على حد تعبيره  .

ردود فعل دولية ومطالب بالتهدئة

أحدثت هذه المواجهة المباشرة بين إيران وإسرائيل صدًى دوليًا واسعًا وأثارت مخاوف من اندلاع حرب إقليمية أوسع. سارعت الأمم المتحدة إلى التحرك، حيث عقد مجلس الأمن الدولي جلسة طارئة في 13 يونيو بطلب من طهران لبحث التطورات . وخلال الاجتماع، نددت إيران بالغارات الإسرائيلية التي سبقت الضربات الصاروخية، معتبرةً أنها “تجاوزت كل الحدود” وطالبت المجتمع الدولي بعدم السماح لإسرائيل “بالإفلات من العقاب على هذه الجرائم” . في المقابل، دافعت إسرائيل عن عملياتها الجوية بوصفها حقًا سياديًا في الدفاع عن النفس ضد تهديد إيراني وشيك، على حد قولها. ومع تصاعد العنف، أطلقت عدة دول وقوى نداءات عاجلة لضبط النفس. أصدر وزراء مجموعة الدول الصناعية السبع (G7) بيانًا مشتركًا دعوا فيه إلى وقف فوري للتصعيد في الشرق الأوسط، محذرين من عواقب الصراع على الاستقرار الإقليمي . لكن الموقف لم يكن موحدًا تمامًا؛ إذ رفضت الولايات المتحدة الانضمام إلى دعوة التهدئة ما لم تتراجع إيران خطوات ملموسة في برنامجها النووي ودعمها العسكري لقوى معادية لإسرائيل . الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اختصر زيارته لقمة G7 بشكل مفاجئ وعاد إلى واشنطن لمتابعة الأزمة، وأطلق تصريحات نارية على منصة “تروث سوشيال” وجّه فيها تحذيرًا غير مسبوق لسكان طهران بضرورة الإخلاء الفوري، مؤكدًا أن إيران “لا يجوز أبدًا أن تمتلك سلاحًا نوويًا” . كما صرّح ترامب للصحافة بأنه لا يسعى إلى مجرد هدنة مؤقتة بل إلى “نهاية حقيقية” للتهديد الإيراني ، ما اعتُبر دعمًا ضمنيًا لمواصلة إسرائيل عمليا‌تها العسكرية. من جهتها، أعربت دول أوروبية وعربية عديدة عن قلقها البالغ. فقد أصدرت فرنسا وألمانيا وبريطانيا بيانات تدين استهداف المدنيين وتدعو الطرفين للعودة فورًا لطاولة المفاوضات. وأبدت روسيا والصين موقفًا مماثلًا داعيًا للتهدئة، مع انتقادهما الضمني للغارات الإسرائيلية الأولى على إيران. في العالم العربي والإسلامي، تتابعت بيانات الإدانة للتصعيد: دول الخليج حذرت من انزلاق المنطقة لحرب شاملة، ودعت جامعة الدول العربية إلى اجتماع عاجل لبحث سبل وقف القتال. الأردن المجاور لإسرائيل أغلق مجاله الجوي مؤقتًا مع بدء الضربات خوفًا من توسع النزاع ، قبل أن يعيد فتحه بعد اتصالات دولية مكثفة لاحتواء الموقف. وعلى صعيد آخر، تأثرت الأسواق العالمية فورًا بتطورات الصراع، حيث قفزت أسعار النفط لأعلى مستوى في أشهر وسط مخاوف من تعطل الإمدادات عبر منطقة الخليج . وحذّر خبراء أمنيون من أن استهداف منشآت الطاقة – مثل مصفاة حيفا – ينذر بحرب استنزاف طويلة المدى قد تمتد آثارها إلى أمن الطاقة العالمي والتوازنات الجيوسياسية خارج الشرق الأوسط . ويتزايد إجماع المراقبين على ضرورة تدخل دبلوماسي دولي عاجل لاحتواء الأزمة، مع اقتراح وساطات من أطراف إقليمية كتركيا وقطر للتوصل إلى تهدئة مؤقتة على الأقل .

استمرار المواجهات وسط غياب أفق للحل

حتى تاريخ 17 يونيو 2025، تستمر المواجهات العسكرية بين الجانبين لليوم الخامس على التوالي دون بوادر تهدئة. يواصل سلاح الجو الإسرائيلي شنّ غاراته اليومية داخل العمق الإيراني، مستهدفًا مواقع إستراتيجية منها قواعد جوية ومنصات إطلاق صواريخ ومرافق اتصالات عسكرية في طهران ومدن أخرى . وقد أعلنت إسرائيل أنها دمرت نحو ثلث منصات الصواريخ الإيرانية عبر ضربات وقائية مكثفة . في المقابل، لم تتوقف إيران عن إطلاق مزيد من الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، وإن كان زخم الهجمات الليلية بدأ يتراجع قليلًا بحلول اليوم الخامس وفق بعض التقديرات الإسرائيلية. الحرس الثوري الإيراني توعّد بمفاجآت جديدة، مؤكدًا أنه لا يزال لديه القدرة على تصعيد الهجمات بوابل أكبر من الصواريخ والطائرات المسيّرة إذا لم توقف إسرائيل غاراتها . ومع استمرار سقوط الضحايا – حيث تجاوز عدد القتلى في إيران 244 شخصًا حتى الآن نتيجة الضربات الإسرائيلية  – تتعاظم مشاعر الغضب والرغبة في الثأر في طهران. وأطلق المرشد الأعلى علي خامنئي تصريحات نارية توعّد فيها إسرائيل بـ“عقاب قاسٍ” مؤكدًا أن “الكيان الصهيوني جنى على نفسه مصيرًا أليمًا” . من جانبه، شدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على أن العمليات العسكرية ضد إيران “ستستمر لأيام أخرى” حتى إزالة ما وصفه بـ”الخطر الوجودي” الذي تشكله إيران . هذا الإصرار المتبادل من الطرفين ينذر بأن المواجهة قد تستمر وتتسع، في ظل غياب مؤشرات على قبول أي منهما بوقف إطلاق النار حاليًا. وفي الوقت الذي يراقب فيه العالم بقلق شديد ما يجري، تتواصل المساعي الدبلوماسية خلف الكواليس لمحاولة نزع فتيل الانفجار الشامل. ولكن حتى اللحظة، يقف المجتمع الدولي أمام أزمة خطيرة ومشهد إنساني كارثي في كل من إيران وإسرائيل، مما يضع جميع الأطراف أمام اختبار صعب في الأسابيع القليلة المقبلة .

المصادر: أحدث التقارير الإخبارية المحلية والعالمية حول النزاع الإيراني-الإسرائيلي في يونيو 2025        وغيرها.

반응형